ورد اسمه سبحانه (السميع) في القرآن الكريم خمسًا وأربعين مرة من ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) } [الشورى: 11] ، وقوله سبحانه: {وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1) } [المجادلة: 1] .
وقوله عز وجل: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127] .
وقوله سبحانه: {وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50) } [سبأ: 50] .
المعنى اللغوي:
قال في اللسان:"السمع للإنسان وغيره: حِسُّ الأذن أو ما وقر في الأذن من شيء تسمعه، ورجل سميع أي: سامع ورجل سَّماع إذا كان كثير الاستماع لما يقال، وينطق كقوله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ} [المائدة: 41] ."
والسميع على وزن فعيل من أبنية المبالغة" (1) ."
وتفسير صاحب اللسان هنا السمع بحس الأذن مختص بسمع أغلب المخلوقات. ولو فسَّره بإدراك الصوت لكان أولى؛ لأنه لا يشترط في السمع الأذن، حتى في سمع المخلوق - كسمع الملائكة - وإثبات السمع لهم لا يستلزم إثبات الآذان.
وقال الزجاج:"ويجيء في كلامهم: سمع بمعنى أجاب" (2) .
المعنى في حق الله تعالى:
لله تعالى سمع يليق بعظمته وجلاله من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تمثيل، ولا تكييف، يسمع به أقوال عباده وما ينطق به خلقه، سواء عند الجهر أو الخفوت.
يقول الطبري - رحمه الله تعالى - عند قوله سبحانه: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} :"يقول جل ثناؤه واصفًا نفسه بما هو به (وهو) يعني نفسه: السميع لما تنطق به خلقه من قول" (3) .
(1) اللسان 3/ 2096، وانظر النهاية 2/ 401.
(2) تفسير الأسماء ص 42.
(3) تفسير الطبري 25/ 9.