فهرس الكتاب
الصفحة 473 من 683

وجاء مفردًا في قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) } [النصر: 3] .

المعنى اللغوي:

"التاء والواو والباء كلمة واحدة تدل على الرجوع، يقال: تاب من ذنبه أي رجع عنه، يتوب توبة ومتابًا فهو تائب، والتوب: جمع توبة مثل عزمة وعزم."

قال تعالى: ب@خ/$ s% {التَّوْبِ} [غافر: 3] ، ورجل تواب: تائب إلى الله، والله تواب: يتوب على عبده" (1) ."

وقال الزجاجي:" (وتواب) على وزن (فَعَّال) من تاب يتوب وفعال من أبنية المبالغة، مثل: ضرَّاب للكثير الضرب، وقتَّال للكثير القتل" (2) .

المعنى في حق الله عز وجل:

قال الطبري - رحمه الله تعالى - عند قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} :"إن الله - جل ثناؤه - هو (التواب) على من تاب إليه من عباده المذنبين من ذنوبه، التارك مجازاته بإنابته إلى طاعته بعد معصيته بما سلف من ذنبه، وتوبة الله على عبده هو أن يرزقه ذلك ويؤوب من غضبه عليه إلى الرضا عنه ومن العقوبة إلى العفو والصفح عنه" (3) .

وقال الزجاجي رحمه الله تعالى:"فجاء تواب على أبنية المبالغة لقبوله توبة عباده، وتكرير الفعل منهم دفعة بعد دفعة، وواحدًا بعد واحد على طول الزمان، وقبوله - عز وجل - ممن يشاء أن يقبل منه فلذلك جاء على أبنية المبالغة، فالعبد يتوب إلى الله - عز وجل - ويقلع عن ذنوبه، والله يتوب عليه أي: يقبل توبته. فالعبد تائب، والله تواب" (4) .

وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

"وكذلك التواب من أوصافه والتَوْبُ في أوصافه نوعان"

إذن بتوبة عبده وقبولها بعد المتاب بمنة المنان" (5) "

(1) انظر لسان العرب 1/ 454، والصحاح 1/ 91 - 92.

(2) اشتقاق أسماء الله ص 62.

(3) تفسير الطبري 1/ 195.

(4) اشتقاق الأسماء ص 63.

(5) النونية 2/ 231، البيتين 3306، 3307.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام