فهرس الكتاب
الصفحة 458 من 683

وقد يحلم الله - عز وجل - عن الكفار ويستأنى بهم ويرزقهم ولا يأخذهم بعقوبة في الدنيا، لكنه سبحانه لا يتأنى بهم في الآخرة ولا يصفح عنهم، بل تسوقهم ملائكة الرحمن إلى النار، فتحيط بهم، فلا يقبل رجاؤهم، ولا يخفف عذابهم: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) } [مريم: 68 - 72] ، {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) } [العنكبوت: 54] .

رابعًا: ومن آثار حلمه سبحانه أنه لا يستجيب لاستعجال عباده بإنزال العقوبة بالكافرين، سواء كان ذلك من قبل المؤمنين في استعجالهم الفتح بينهم وبين القوم الكافرين أو كان ذلك من الكافرين الذين يستعجلون العذاب والله - عز وجل - يحلم عنهم ويؤخره عنهم.

قال الله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) } [الأنعام: 58] .

وقال له أيضًا: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128) } [آل عمران: 128] .

وقال عن الكافرين: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) } [ص: 16] ، وقال سبحانه: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِن يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) } [الحج: 47] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام