فهرس الكتاب
الصفحة 454 من 683

أمّا الحُلْمُ والحُلُمُ فهو الرُّؤْيا والجمع أحْلامٌ يقال: حَلَمَ يحْلُمُ: إذا رأى في المنام" (1) ."

وقال الراغب رحمه الله تعالى:"الحِلْمُ ضَبطُ النفس والطبع عن هيجان الغضب وجمعه أحلامٌ، قال تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ} [الطور: 32] ، قيل معناه: عُقولُهُم وليس الحِلْمُ في الحقيقة هو العقلُ، لكن فسَّروه بذلك لِكونِهِ من مُسَبَّبَاتِ العقل" (2) .

معناه في حق الله تعالى:

قال ابن جرير رحمه الله تعالى:" (حليم) يعني أنّه ذو أناة، لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم" (3) .

وقال في موضع آخر:"حليمًا عمّن أشرك وكفر به من خلقه، في تركه تعجيل عذابه له" (4) .

وقال الخطابي رحمه الله تعالى:"هو ذو الصَّفحِ والأناةِ، الذي لا يَستفزُّهُ غضبٌ، ولا يَستَخِفُّهُ جهلُ جاهل، ولا عصيانُ عاصٍ."

ولا يستحق الصافح مع العجزِ اسم الحِلمِ، إنّما الحليمُ هو الصَّفُوحُ مع القدرة والمتأنّي الذي لا يَعجَلُ بالعقوبة.

وقد أوضح بعض الشعراء بيانَ هذا المعنى في قوله:

لا يدركُ المجدَ أقوامُ وإنْ كَرُمُوا

حتى يَذِلُّوا وإنْ عَزُّوا لأقوامِ

ويشتموا فترى الألوان مسفرة

لا صفح ذل ولكن صفح أحلام (5)

ويقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:

"وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصيان" (6) .

ويقول في موطن آخر:

"شهود حلم الله - سبحانه وتعالى- في إمهال راكب الخطيئة ولو شاء لعاجله بالعقوبة ولكنه (الحليم) الذي لا يعجل فيحدث له ذلك معرفة ربه سبحانه باسمه (الحليم) ومشاهدة صفة الحلم والتعبد بهذا الاسم" (7) .

(1) انظر الصحاح 5/ 1903، واللسان 2/ 979 - 980.

(2) المفردات ص 129.

(3) تفسير الطبري 2/ 327.

(4) نفس المصدر السابق 22/ 95.

(5) شأن الدعاء ص 63 - 64.

(6) النونية 2/ 227.

(7) مدارج السالكين 1/ 206.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام