فهرس الكتاب
الصفحة 446 من 683

رابعًا: الاغتباط والفرح بالهداية إلى مذهب السلف الصالح الذين يثبتون ما أثبته الله - عز وجل - لنفسه أو أثبته له الرسول صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات من غير تشبيه ولا تعطيل ولا تكييف، ومن ذلك إثبات المحبة لله تعالى والإيمان بأنه سبحانه يُحِب ويُحَب وهذا معنى (الودود) وما يترتب على ذلك من الآثار والأحوال الإيمانية، وهذا يقتضي شكر الله - عز وجل - وحمده على هذه الهداية التي حُرمها أهل البدع من المعطلة والنفاة الذين ينفون أن الله - عز وجل - يُحِب أو يحب، وبذلك حرموا آثار كثير من أسمائه سبحانه وصفاته فضعفت أحوالهم وقست قلوبهم. ويقابل هؤلاء الجفاة قوم غلوا في محبتهم لله تعالى وادعائهم محبة الله لهم حتى أفضى بهم ذلك إلى الإدلاء على الله عز وجل، والخروج على أحكام الشريعة بحجة سقوط التكليف وبلوغهم درجة اليقين بزعمهم، ولذا قال من قال من السلف: (من عبد الله بالحب وحده تزندق) .

خامسًا: اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في أوامره ونواهيه وسنته كلها، لأن ذلك علامة محبة العبد لربه - عز وجل - كما أنها علامة محبة الله - عز وجل - لعبده.

قال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) } [آل عمران: 31] .

وهذه الآية فيها امتحان صدق المحبة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، لأنه ليس كل من ادعى المحبة فهو صادق فيها.

ومحبة الله - عز وجل - لعبده تطلب بفعل أسبابها وذلك بالإكثار من ذكره سبحانه والثناء عليه وقوة التوكل عليه والتقرب إليه بالفرائض والنوافل والإخلاص في ذلك كله كما جاء في الحديث القدسي؛ (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ... الحديث) (1) .

(1) رواه البخاري (6502) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام