قال في اللسان:"بان الشيء بيانًا إذا اتضح فهو بين، وأبان الشيء فهو مبين، وأبنته أنا: أي أوضحته، واستبان الشيء: وضح واستبنته أنا: عرفته، وتبين الشيء: وضح وظهر."
والتبيين: الإيضاح والوضوح، والبيان: الفصاحة واللَّسن" (1) ."
وقال الزجاجي:" (المبين) اسم الفاعل من أبان فهو مبين إذا أُظهر وبين إما قولاً وإما فعلاً" (2) .
معناه في حق الله تعالى:
قال ابن جرير - رحمه الله تعالى -"وقوله: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) } [النور: 25] ، يقول يعلمون يومئذٍ أنَّ الله هو الحق الذي يُبيِّنُ لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب، ويزول حينئذٍ الشك فيه عن أهل النفاق الذين كانوا فيما يَعدهم في الدنيا يمترون" (3) .
وقال الزجاجي بعد أن بين المعنى اللغوي للاسم:".. فالله تبارك وتعالى المبين لعباده سبيلَ الرشاد، والموضِّح لهم الأعمال الموجبة لثوابه والأعمال الموجبة لعقابه، والمبين لهم ما يأتونه ويَذَرُونه" (4) .
وقال الخطابي:" (المبينُ) هو البَيِّنُ أمْرُهُ في الوحدانية، وأنه لا شريك له" (5) .
وفي ضوء ما سبق يظهر لنا أن (المبين) له معنيان:
الأول: ظهور الله - عز وجل - بظهور الأدلة على وجوده ووحدانيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، واستقرار ذلك في العقول والفطر، يضاف إليها الأدلة السمعية التي أنزلها الله - عز وجل - في كتبه وعلى لسان رسله عليهم الصلاة والسلام.
الثاني: إظهار الله - عز وجل - الحق للخلق وإبانته لهم ومن ذلك تعريفه نفسه سبحانه لعباده وإقامته الأدلة الواضحة البينة على كمال أسمائه وصفاته المقتضية لوحدانيته وإفراده وحده بالعبادة.
(1) اللسان 1/ 403 - 404، والصحاح 5/ 2082، شأن الدعاء ص 102.
(2) اشتقاق أسماء الله ص 180.
(3) تفسير الطبري 18/ 84.
(4) اشتقاق الأسماء ص 181.
(5) شأن الدعاء ص 102.