فهرس الكتاب
الصفحة 370 من 683

وقال ابن كثير:"قال ابن عباس وغير واحد أي: الشاهد على خلقه بأعمالهم، بمعنى هو رقيب عليهم كقوله: {tھ!$#ur عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6) } [المجادلة: 6] ، وقوله: {ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (46) } [يونس: 46] ، وقوله: {أَفَمَنْ هُوَ يOح! $ s% عَلَى كُلِّ نَفْسٍ} [الرعد: 33] " (1) .

وقال السعدي رحمه الله تعالى:" (المهيمن) المطلع على خفايا الأمور وخبايا الصدور الذي أحاط بكل شيء علمًا" (2) .

ويقول الغزالي رحمه الله تعالى:

"معناه في حقّ الله - عز وجل -، أنه القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم، وإنّما قيامه عليهم باطّلاعه واستيلائه وحفظه، وكل مشرف على كنه الأمر مستولٍ عليه حافظ له، فهو مهيمن عليه، والإشراف يرجع إلى العلم، والاستيلاء إلى كمال القدرة، والحفظ إلى الفعل، فالجامع بين هذه المعاني اسمه المهيمن، ولن يجتمع ذلك على الإطلاق والكمال إلاّ لله عز وجل" (3) .

وقد وصف الله - تبارك وتعالى - كتابه وهو القرآن بأنه مهيمن على الكتب السابقة، قال: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} [المائدة: 48] .

فالقرآن الكريم حاكم على الكتب من قبله، فقد جاء بأحسن ما فيها، ونسخ منها ما نسخه، وقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون، فأظهر تحريفهم، وأظهر الحق الذي تضمنته الكتب السابقة (4) .

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (المهيمن) :

أولاً: لما كان من معاني (المهيمن) أنه الشاهد على خلقه بما يصدر منهم من قول أو عمل لا يغيب عنه من أعمالهم الباطنة والظاهرة شيء، فإن هذا الإيمان يثمر مراقبة الله - عز وجل - في السر والعلانية، ويثمر الخوف منه وإجلاله وتعظيمه.

(1) تفسير ابن كثير 4/ 343.

(2) تفسير السعدي 5/ 301.

(3) المقصد الأسنى ص 55.

(4) انظر أسماء الله الحسنى للأشقر ص 68.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام