فصفة ملكه الحقِّ مستلزمةٌ لوجود ما لايتمُّ التصرف إلا به، والكلُّ منه - سبحانه - فلم يتوقَّف كمالُ ملكه على غيره، فإن كلَّ ما سواه مُسندٌ إليه؛ متوقِّفٌ في وجوده على مشيئته وخلقه" (1) ."
وهذه المعاني التي تضمَّنها اسم الجلالة (الملك) : هي ما يتمُّ به حقيقة المُلك، كما ذكر ذلك ابن القيم - رحمه الله تعالى - في موطن آخر حيث يقول:"إن حقيقة الملك: إنما تتم بالعطاء والمنع؛ والإكرام والإهانة؛ والإثابة والعقوبة؛ والغضب والرضا؛ والتولية والعزل؛ وإعزاز من يليق به العِزُّ، وإذلال من يليق به الذلُّ. قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) } [آل عمرن: 26، 27] ، وقال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) } [الرحمن: 29] ."
(1) شفاء العليل 2/ 609 - 610.