ولذلك لما ذكر سبحانه علاج من يخاف نشوزها من الزوجات في سورة النساء ختم ذلك باسميه سبحانه (العلي) (الكبير) ؛ قال تعالى: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) } [النساء: 34] .
يقول القاسمي في محاسن التأويل عند هذه الآية: إِنَّ {اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا} كَبِيرًا فاحذروه بتهديد الأزواج على ظلم النسوة من غير سبب.
فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم، وعجزن عن الإنصاف منكم فالله سبحانه عليّ قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن، فلا تغتروا بكونكم أعلى يدًا منهن وأكبر درجة منهن، فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن فختم الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة (1) .
4 -الخوف من الله وحده وتخلص القلب من الخوف من المخلوق الضعيف. فمهما أوتي المخلوق من قوة وعلو في الأرض فإن الله - عز وجل - فوقه مكانًا وقدرًا وقهرًا، وكلما تذكر العبد علو الله تعالى على خلقه وعظمته وكبريائه تمحض الخوف له سبحانه وحده، وتخلص من الخوف من المخلوق الضعيف. والذي عادة ما يكون عائقًا بين الداعية وقول الحق والصدع به، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله تعالى.
5 -تنزيهه - سبحانه وتعالى - عن كل نقص في ذاته وصفاته وأفعاله، وإثبات صفات الكمال له سبحانه وحمده على ذلك، ولذا نجد في القرآن الكريم أن قوله: (تعالى) يقرن كثيرًا بقوله: (سبحانه) كما في قوله عز وجل: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ OM"oYt/ur بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا scqaے إء tf (100) } [الأنعام: 100] ."
(1) محاسن التأويل 5/ 1222، 1223.