2 -علو القهر والغلب، كما قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4) } [الزمر:4] . فلا ينازعه منازع، ولا يغلبه غالب، وكل مخلوقاته تحت قهره وسلطانه، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وقد وصف الحق - تبارك وتعالى - نفسه بصفات كثيرة تدل على علو القهر والغلب كالعزيز، والقوي، والقدير، والقاهر والغالب ونحو ذلك. قال سبحانه: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام: 18] .
3 -علو المكانة والقدر، وهو الذي أطلق عليه القرآن:"المثل الأعلى"كما في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [النحل: 60] ، وقوله: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) }
[الروم: 27] .
فالمثل الأعلى: الصفات العليا التي لا يستحقها غيره، فالله هو الإله الواحد الأحد، وهو متعال عن الشريك والمثيل والند والنظير: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد (4) } [الإخلاص: 1 - 4] .
وفي إثبات كل أنواع العلو للعلي العظيم يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
وهو العلي فكل أنواع العلو له فثباته بلا نكران (1)
ويقول أيضًا: في نونيته مبينًا اسمي الجلالة (الأعلى، والعلي) ودلالتهما على علو الله تعالى على خلقه:
هذا وثانيها صريح علوه وله بحكم صريحه لفظان
لفظ العلي ولفظة الأعلى معرَّفة أتتك هنا لقصد بيان
إن العلو له بمطلقه على التعميم والإطلاق بالبرهان
وله العلو من الوجوه جميعها ذاتًا وقهرًا من علو الشان (2)
من آثار الإيمان بهذه الأسماء الحسنى:
1 -الخضوع لله تعالى والإخبات، والتذلل له مع محبته وتعظيمه وإجلاله، وهذان هما ركنا العبودية لله تعالى إذ إن حقيقة العبودية لله تعالى إنما تنشأ من غاية الحب لله تعالى مع غاية التذلل له.
(1) …نونية ابن القيم 2/ 214.
(2) النونية رقم الأبيات (1123 - 1126) .