2 -الخوف من الله - عز وجل - والحياء منه مما يكن له الأثر في المبادرة إلى طاعته فيما أمر به، واجتناب ما عنه نهى وزجر، والإخلاص له سبحانه في ذلك، وتعظيم أمره، والانقياد لحكمه.
3 -اليقين بأنه ما من متكبر وطاغية إلا وسيقصمه الله - عز وجل - في الدنيا والآخرة؛ قال الله - عز وجل: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَن اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) } [فصلت: 15، 16] ، وفي الآخرة يقول الله - عز وجل: {فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20) } [الأحقاف: 20] ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يطأهم الناس) (1) 1). وهذا يثمر في قلب المؤمن عدم الاغترار بقوة الكافر وجبروته؛ فإن الله عز وجل فوقهم وقاصمهم إذا أخذ المؤمنون بأسباب النصر وشروطه.
اقتران اسمه سبحانه (المتكبر) باسمه سبحانه (الجبار) ، (العزيز) :
يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - عن هذا الاقتران:"جعل سبحانه اسمه (الجبار) مقرونًا بـ: (العزيز والمتكبر) ، وكلُّ واحدٍ من هذه الأسماء الثلاثة تضمَّن الاسمين الآخرين."
وهذه الأسماء الثلاثة نظير الأسماء الثلاثة وهي: {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} [الحشر: 24] .
(1) مسند أحمد (6677) ، والبخاري في الأدب المفرد (568) ، وحسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (434) .