ومن ذلك سلامه على نبيه يحيى - عليه السلام - في قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15) } [مريم: 15] ، ومثل ذلك قيل عن عيسى عليه السلام. عن صدقة بن الفضل قال سمعت سفيان بن عيينة يقول: أوحش ما تكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد فيرى نفسه خارجًا مما كان، ويوم يموت فيرى قومًا لم يكن عاينهم، ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم. فأكرم الله فيها يحيى فخصه بالسلام فقال: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} كأنه أشار إلى أن الله - عز وجل - سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاثة وأمنه من خوفها (1) 1).
ولأن الله سبحانه مصدر الأمن والسلام جاء النهي عن قول: (السلام على الله) .
فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام على الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله هو السلام ولكن قولوا: التحيات لله. والصلوات والطيبات) ... الحديث" (2) 2)."
قال البيضاوي ما حاصله:"أنه صلى الله عليه وسلم أنكر التسليم على الله ومن أن ذلك عكس ما يجب أن يقال، فإن كل سلام ورحمة له ومنه وهو مالكها ومعطيها" (3) 3).
من آثار الإيمان باسمه سبحانه (السلام) :
1 -ما قيل في آثار الإيمان باسمه سبحانه (القدوس) في المبحث السابق فإنه يصلح أن يقال هنا في آثار الإيمان باسمه سبحانه (السلام) فإن اسمه سبحانه السلام متضمن لاسمه سبحانه (القدوس) .
(1) شأن الدعاء للخطابي ص 42.
(2) البخاري (831) ، مسلم (402) .
(3) فتح الباري 2/ 312.