فهرس الكتاب
الصفحة 159 من 683

الثاني: أنه سبحانه مصدر السلام والأمن، وكل من ابتغى السلامة عند غيره سبحانه فلن يجدها، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهم أنت السلام ومنك السلام) (1) 1). ولذلك سميت الجنة دار السلام؛ لأن من دخلها سلم من الآفات والشرور والمنغصات والأكدار، قال تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (46) } [الحجر: 46] ، ومن ذلك تحية الإسلام التي حث الإسلام على إفشائها وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) (2) 2)، وفي إفشائه إشاعة للأمن والود والسلام بين الناس، ومن ذلك سلامه - عز وجل - على أنبيائه المرسلين وذلك في قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) } [الصافات: 180 - 182] ، وقوله - عز وجل: {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) } [الصافات: 79] ، {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) } [الصافات: 109] ، وسلامه سبحانه على عباده الصالحين كما في قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} ... الآية [النمل: 59] .

(1) سبق تخريجه ص 201.

(2) مسلم (54) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام