فهرس الكتاب
الصفحة 152 من 683

فأكثر الخلق، بل كلهم - إلا من شاء الله - يظنون بالله غير الحق ظنَّ السوء، فإن غالب بني آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق، ناقصُ الحظ وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ الله، ولِسان حاله يقول: ظلمني ربِّي، ومنعني ما أستحقُه، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك، وهو بلسانه يُنكره، ولا يتجاسرُ على التصريح به، ومن فتَّش نفسَه، وتغلغل في معرفة دفائِنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامنَاً كُمونَ النار في الزِّناد، فاقدح زنادَ مَن شئت يُنبئك شَرَارُه عما في زِناده، ولو فتَّشت من فتشته، لرأيت عنده تعتُّبًا على القدر وملامة له، واقتراحًا عليه خلاف ما جرى به، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقِلٌّ ومستكثر، وفَتِّشْ نفسَك هل أنت سالم من ذلك:

فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذِي عظيمةٍ وإلا فإني لا إخَالُكَ نَاجِيَاً

فليعتنِ اللبيبُ الناصحُ لنفسه بهذا الموضعِ، وليتُبْ إلى الله تعالى وليستغفِرْه كلَّ وقت من ظنه بربه ظن السوء، وليظنَّ السوءَ بنفسه التي هي مأوى كل سوء، ومنبعُ كل شر، المركبة على الجهل والظلم، فهي أولى بظن السَّوءِ من أحكم الحاكمين، وأعدل العادلين، وأرحم الراحمين" (1) 1)."

اقتران اسمه سبحانه (القدوس) باسمه - عز وجل - (الملك) :

جاء هذا الاقتران في قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ} [الجمعة: 1] ، وقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ م N"n=،،9$# ... الآية} [الحشر: 23] ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الوتر: (سبحان الملك القدوس"ثلاثًا") (2) 1)."

(1) زاد المعاد 3/ 90.

(2) أبو داود في الصلاة باب الدعاء بعد الوتر (1430) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1267) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام