فهرس الكتاب
الصفحة 122 من 683

ونظير هذا: توسلُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه بربوبيته لجبريل، وميكائيل، وإسرافيل أن يَهدِيَه لما اختُلفَ فيه من الحق بإذنه، فإن حياة القلب بالهداية، وقد وكل الله سبحانه هؤلاء الأملاكَ الثلاثة بالحياةِ، فجِبريلُ: موكَّل بالوحي الذي هو حياةُ القلوب، وميكائيل: بالقطر الذي هو حياةُ الأبدان والحيوان، وإسرافيل: بالنفخ في الصُّور الذي هو سبب حياة العالم وعودة الأرواح إلى أجسادها، فالتوسل إليه سبحانه بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلة بالحياة، له تأثير في حصول المطلوب.

والمقصود: أن لاسم (الحي القيوم) تأثيرًا خاصًا في إجابة الدعوات، وكشفِ الكُربات" (1) 1)."

ثانيًا: التوكل الصادق على الله عز وجل:

يقول الله عز وجل: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) } [الفرقان: 58] ، فمن آمن بأن ربه سبحانه هو الحي الذي له الحياة الكاملة والحي الذي لا يموت أبدًا والذي لا تأخذه سنة ولا نوم ولا غفلة، يكون توكله في جميع أموره عليه وحده سبحانه ويكون ربه هو ذخره وملجأه في كل حين، ويقطع تعلقه ورجاءه في المخاليق الضعاف الذين يموتون وينامون ويغفلون وينسون، ولا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا فضلاً عن أن يملكوه لغيرهم. ومن العجب أن يتعلق مخلوق بمخلوق مثله يموت، ويفنى، وينام، وينسى فمن ذا يعينه إذا نام أو نسي أو مات وتركه.

(1) زاد المعاد 4/ 205.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام