فهرس الكتاب
الصفحة 12 من 683

ثالث عشر: ومما يؤكد أهمية دراسة الأسماء والصفات، وأثرها في القلوب والأعمال هو أنه مع ما ذكر من الآثار السابقة، فإن الكتابة فيها لا زالت قليلة لا تكافئ أهميتها ولا تكفي للعناية بها؛ بل إن العناية بهذا لازالت ضعيفة، وهذا ظاهر من طريق تدريس هذا العلم في كثير من المناهج وحلق العلم، حيث التركيز في دراسة هذا العلم على الجوانب الذهنية المجردة، وتصحيح التصور، والرد على المبتدعة فيه وهذا حق ومطلوب، ولكنه ليس هو المقصود فحسب؛ وإنما المقصود أيضًا من فهم الأسماء والصفات وصحة المعتقد فيها ما يظهر من ثمارها وآثارها في أعمال القلوب والجوارح والتعبد لله تعالى بها. والقليل منا اليوم من يعتني بأعمال القلوب، ويركز عليها، مع أنه باب عظيم لإصلاح القلوب وتخليصها من وساوسها وآفاتها. وعن أهمية عمل القلب يقول ابن القيم رحمه الله تعالى:"ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب وأنها لا تنفع بدونها، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد منهما من الأعمال التي ميزت بينهما، وهل يمكن أحد الدخول في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه. وعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح وأكثر وأدوم فهي واجبة في كل وقت" (1) 2)

وبعد هذه المقدمة التي تبيَّن لنا فيها أهمية العناية بهذا العلم العظيم والحاجة الماسة إلى طرحه للكتابة والتداول ندخل في تفصيل ذلك حسب الفصول التالية:

الفصل الأول

وفيه مبحثان.

المبحث الأول: شرح آية الأعراف {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وما في معناها من الآيات.

المبحث الثاني: شرح حديث"إن لله تسعة وتسعين اسمًا".

الفصل الثاني

بيان مختصر لمنهج أهل السنة والجماعة في دراسة الأسماء والصفات.

الفصل الثالث

(1) بدائع الفوائد 3/ 193.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام