فهرس الكتاب
الصفحة 45 من 358

فقام عُكَّاشة [1] بن مِحصَن فقال: ادعُ الله أن يجعلني منهم [2] .

(1) الشافعي الثاني حتى ذكر النووي في «شرح مسلم» أنه مذهبهم، ومذهب جمهور السلف وعامة الخلف. واختاره الوزير أبوالمظفر بن هبيرة قال: «ومذهب أبي حنيفة أنه مؤكّد حتى يداني به الوجوب. قال: ومذهب مالك أنه يستوي فعله وتركه فإنه قال: لا بأس بالتداوي ولا بأس بتركه» .

وقال شيخ الإسلام [الفتاوى 24/ 269] : «ليس بواجب عند جماهير العلماء، وإنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد» .

قوله: «فقام عُكّاشة» بضم العين وتشديد الكاف ويجوز تخفيفها «ابن محصن» بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الصاد المهملتين، الأسدي من بني أسد بن خزيمة، كان من السابقين إلى الإسلام، هاجر وشهد بدراً وقاتل فيها.

قال ابن القيم: «انقطع يوم بدر سيف عُكاشة بن محصن فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - جذلاً من حطب فقال: دونك هذا، فلما أخذه عكاشة وهزه عاد في يده سيفاً طويلاً شديداً أبيض، فلم يزل عنده يقاتل به حتى قتل في الردة أيام أبي بكر» .

قال ابن إسحاق: وبلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «خير فارس في العرب عكاشة بن محصن» * استشهد في قتال الردة مع خالد بن الوليد بيد طليحة الأسدي سنة اثنتي عشرة ثم أسلم طليحة بعد ذلك، جاهد الفرس يوم القادسية مع سعد بن أبي وقاص، واستشهد في وقعة الجسر المشهورة.

(2) قوله: «فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم» أي من السبعين الألف.

وفيه: طلب الدعاء من أهل الصلاح، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً إلا بالدعاء «فقال: أنت منهم» وفي رواية البخاري فقال: «اللهم اجعله منهم» **، وكذلك في حديث أبي هريرة عند البخاري مثله، وفي بعض الروايات: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: «نعم» . قال الحافظ ابن حجر: «ويجمع بين الأحاديث بأنه

* ضعيف: ذكره صاحب الفردوس.

** أخرجه البخاري (6541) (6542) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام