فهرس الكتاب
الصفحة 41 من 358

فقال: أيُّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحة؟ فقلت: أنا. ثم قلتُ: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لُدِغت [1] . قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي. قال: وما حدّثكم؟ قلت: حدثنا عن بُريدة بن الحصيب [2] أنه قال: لا رُقية إلا من عين أو حُمة. قال: قد أحسن مَن انتهى إلى

ما سمع [3] ،

(1) قوله: «ولكني لُدغتُ» أي لدغته عقرب أو نحوها «قال فما صنعت؟ قلت: ارتقيت» لفظ مسلم استرقيت أي: طلبت من يرقيني «قال: فما حملك على ذلك» فيه طلب الحجة على صحة المذهب، وأن من فعل شيئاً سُئل عن مستنده في فعله ومن لم يكن معه حجة فرعية فلا عذر له فيما فعله «قلت: حديثٌ حدّثناه الشعبي» وهو عامر بن شراحيل الهمداني بسكون الميم، الحميري، ولد في خلافة عمر وهو من ثقات التابعين وحفاظهم وفقهائهم، مات سنة ثلاث ومائة.

(2) قوله: «وما حدَّثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة» بضم أوله وفتح ثانيه تصغير بردة «بن الحصيب» بضم الحاء وفتح الصاد المهلمتين بن الحارث الأسلمي، صحابي شهير،

(3) مات سنة ثلاث وستين، قاله ابن سعد. «أنه قال: لا رقية إلاّ من عين أو حُمَة» هكذا روى موقوفاً، وقد رواه أحمد وابن ماجه عنه مرفوعاً ورواه أحمد وأبوداود والترمذي عن عمران بن حصين به موقوفاً. قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. والعين هي إصابة العائن غيره بعينه، والحُمة بضم الميم وتخفيف الميم سُم العقرب وشبهها، ومعنى الحديث: لا رقية أشفى وأولى من رقية العين والحمة.

قال الخطابي: وفيه الرخصة في الرقية من العين والحمة. قاله المصنف رحمه الله تعالى.

قوله: «قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع» أي من أخذ بما بلغه من العلم وعمل به فقد أحسن، بخلاف من يعمل بجهل أو لا يعمل بما علم فإنه مسيء آثم.

وفيه: عمق علم السلف لقوله: «قد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس» فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني. قاله المصنف رحمه الله.

وفيه: فضيلة علم السلف وحسن أدبهم في تبليغ العلم وإرشاد من أخذ بشيء من العلم إلى الأفضل.

وابن عباس هو عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - حَبر الأمة وترجمان القرآن، دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «اللهم فقِّهُه في الدين، وعلِّمه التأويل» *. فكان آية في ذلك، مات بالطائف سنة ثمان وستين.

«عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: عُرضت عليَّ الأمم» في رواية الترمذي والنسائي من رواية عبثر ابن القاسم عن حصين بن عبد الرحمن أن ذلك كان ليلة الإسراء ولفظه: لما أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم - جعل يمر بالنبي ومعه الرهط.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام