[النحل:120] .
وقال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} [1] [المؤمنون:59] .
(1) قال في «قرة العيون» *: «فقد فارق المشركين بالقلب واللسان والأركان، وأنكر ما كانوا عليه من الشرك بالله في عبادته، وكسَّر الأصنام، وصبر على ما أصابه في ذات الله وهذا هو تحقيق التوحيد» . انتهى.
قال في «الشرح» **: «ومناسبة الآية للترجمة أن الله تعالى وصف إبراهيم عليه السلام بهذه الصفات الجليلة ترغيباً في اتباعه في التوحيد وتحقيق العبودية باتباع الأوامر واجتناب النواهي» .
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} هذا من جملة صفات المؤمنين المذكورين في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} [المؤمنون:57] أي مع إحسانهم وعملهم مصالح مشفقون من الله وَجِلون خائفون من مكره بهم كما قال الحسن البصري: المؤمن من جمع إحساناً وشفقاً، والمنافق من جمع إساءة وأمناً، ثم قال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:57] أي يؤمنون بآيات الكونية والشرعية.
قال شيخ الإسلام [الفتاوى 11/ 322] : «فالآيات الكونية: هي التي استعاذ بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «أعوذ بكلمات الله التامَّات التي لا يجاوزهنَّ برٌّ ولا فاجر» *** والكون كله داخل تحت هذه الكلمات.
والكلمات الشرعية: هي القرآن وشرع الله الذي بعث به رسوله وهي أمره ونهيه»، ثم قال: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} أي لا يعبدون مع الله غيره، فأثنى عليهم بتلك الصفات التي أعظمها سلامتهم من الشرك أكبره وأصغره. قاله المصنف رحمه الله تعالى. وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة.
* (ص/36) .
** (ص74) .
*** أخرجه أبوداود (3893) بنحوه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3294) .