حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة أُلقيت في تُرس» . قال: وقال أبوذر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما الكرسي في العرش إلا كحلقةٍ من حديد أُلقيت بين ظهري فلاةٍ من الأرض» .
وعن ابن مسعود [1] قال: «بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالكم» . أخرجه ابن مهدي عن حمّاد بن سلمة عن عاصم عن زِرّ عن عبدالله. ورواه بنحوه المسعوديُّ عن عاصم عن أبي وائل عن عبدالله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. قال: وله طرق.
وعن العباس بن عبدالمطلب [2]
(1) وفيه: معرفة عِظَم الكرسي بالنسبة إلى السماء، وعظم العرش بالنسبة إلى الكرسي، وأن العرش غير الكرسي والماء. قاله المصنف رحمه الله.
قوله: «وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال:: «بين السماء الدنيا والتي تليها خمسمائة عام، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيءٌ من أعمالكم» . أخرجه ابن مهدي عن حمّاد بن سلمة عن عاصم عن زِرّ عن عبدالله. ورواه بنحوه المسعوديُّ عن عاصم عن أبي وائل عن عبدالله. قاله الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. قال: وله طرق» * وفيه: معرفة كم بين كل سماء إلى سماء، وكم بين السماء السابعة والكرسي، وكم بين الكرسي والماء، وأن العرش فوق الماء، وأن الله فوق العرش.
(2) قوله: «وعن العباس بن عبدالمطلب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «هل تدرون كم بين
* أخرجه ابن خزيمة (105 - 106، 376 - 377) ، و الدارمي في الرد على الجهمية (ص/26، 27) وفي النقض على بشر المريسي (ص/73، 90، 105) .
كم بين السماء والأرض؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: «بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماءٍ إلى سماء مسيرةُ خمسمائة سنة، وكِثَفُ كل سماء مسيرةُ خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحرٌ بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله تعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيءٌ من أعمال بني آدم» . أخرجه أبوداود وغيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
السماء والأرض؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: «بينهما مسيرة خمسمائة سنة، ومن كل سماءٍ إلى سماء مسيرةُ خمسمائة سنة، وكِثَفُ كل سماء مسيرةُ خمسمائة سنة، وبين السماء السابعة والعرش بحرٌ بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله سبحانه وتعالى فوق ذلك، وليس يخفى عليه شيءٌ من أعمال بني آدم» . أخرجه أبوداود وغيره» * وحديث العباس هذا ساقه المصنف مختصراً، والذي في سنن أبي داود عن العباس قال: كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمرَّت سحابةٌ فنظر إليها فقال: «ما تسمون هذه؟» قالوا: السحاب. قال: «المزن» قالوا: والمزن. قال: «والعنان» قالوا: والعنان - قال أبوداود: لم أُتقن العنان جيداً - قال: «هل تدرون ما بعد ما بين السماء والأرض» قالوا: لا ندري. قال: «إن بعد ما بينهما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ثم السماء التي فوقها كذلك حتى عد سبع سموات، ثم فوق السابعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى السماء، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ثم على ظهورهم العرش بين أسفله وأعلاه كما بين سماء إلى سماء، ثم الله تعالى فوق ذلك» . وأخرجه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: حسن غريب. وقال الحافظ الذهبي: رواه أبوداود بإسناد حسن. وروى الترمذي نحوه من حديث أبي هريرة، وفيه: «ما بين سماء إلى سماء خمسمائة عام» . قال في «الشرح» **: «ولا منافاة بينهما؛ لأن تقدير ذلك بخمسمائة عام هو على سير القافلة مثلاً، ونيف وسبعون سنة على سير البريد» . وفيه: معرفة كم بين السماء والأرض
* أخرجه أبوداود (4723) ، والترمذي (3320) ، وابن ماجه (193) ، وأحمد (1/ 206، 207) ، وضعفه الألباني كما في ضعيف سنن أبي داود (ص/104) .
** في فتح المجيد (2/ 854) .
وكِثف كل سماء خمسمائة سنة، وأن البحر الذي فوق السماء بين أسفله وأعلاه خمسمائة سنة. والله أعلم. قاله المصنف.
وهذه الأحاديث التي ذكرها المصنف وما في معناها تدل على عظمة الله وعظيم قدرته وعِظَم مخلوقاته، وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته، وتدل أيضاً على إثبات الصفات التي وصف بها نفسه في كتابه أو وصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما يليق بجلال الله وعظمته إثباتاً بلا تمثيل، وتنزيهاً بلا تعطيل، وعلى هذا مضى سلف الأمة وأئمتها ومن تبعهم بإحسان.
وصلى الله وسلَّم على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
حُرر في اليوم الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ألف وثلاثمائة وست وثمانين من هجرة النبي الكريم عليه من الله أفضل الصلاة وأتم التسليم بمنزلي بالطائف.