«يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم
يطوي الأرضين السبع، ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟».
ورُويَ عن ابن عباس قال: ما السمواتُ السبع والأرضون السبع في كفِّ الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم.
وقال ابن جرير [1] :
(1) ورُويَ عن ابن عباس قال: ما السمواتُ السبع والأرضون السبع في كفِّ الرحمن إلا كخردلة في يد أحدكم» * وفيه: معرفة قوله تعالى: {وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وأن هذه العلوم وأمثالها باقية عند اليهود الذين في زمنه - صلى الله عليه وسلم - لم ينكروها ولم يتأولوها، وأن الحبر لما ذكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - صدق، ونزل القرآن بتقرير ذلك، ووقوع الضحك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ذكر الحبر هذا العلم العظيم، والتصريح بذكر اليدين وأن السموات في اليد اليمنى، والأرضين في الأخرى، والتصريح بتسميتها الشمال، وذكر الجبارين والمتكبرين عند ذلك. وقوله «كخردلة في كف أحدكم» قاله المصنف رحمه الله.
قوله: «وقال ابن جرير حدثني يونس أنبأنا ابن وهب قال: قال ابن زيد حدثني أبي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة أُلقيت في ترس» **. قال: قال أبوذر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما الكرسي في العرش، إلا كحلقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض» وروى ابن جرير عن أسباط عن السدي {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ} [البقرة:255] فإن السموات والأرض في جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش وهو موضع قدميه.
* أخرجه ابن جرير (24/ 17) ، وانظر: «العلو» للذهبي (ص/91) ، وهو ضعيف.
** أخرجه ابن جرير (3/ 7، 8) وهو ضعيف.