فقال له: اكتب. فقال: ربِّ وماذا أكتب؟ قال: اكتُب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة». يا بني سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ مات على غير هذا فليس مني» .
وفي رواية لأحمد: «إن أول ما خلق الله تعالى القلمُ فقال له: اكتُب، فجرى في تلك الساعة بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة» .
وفي رواية لابن وهب [1] : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «فمن لم يُؤمن بالقدر خيره
(1) على سبق خلق العرش، واختار ابن جرير ومن تبعه الثاني. روى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «خلق الله اللوحَ المحفوظ مسيرة خمسمائة عام، فقال للقلم قبل أن يَخلق الخلق وهو على العرش: اكتب. فقال: وما أكتب؟ قال: علمي في خلقي إلى يوم القيامة» . ذكره في تفسير سورة «سبحان» ، وليس فيه سبق خلق القلم على العرش بل فيه سبق العرش. وقد أشار العلاَّمة ابن القيم إلى هذا الخلاف في قصيدته «الكافية الشافية» [96] فقال:
كُتب القضاء به من الرحمن* ... والناس مختلفون في القلم الذي
قولان عند أبي العلاء الهمداني ... هل كان قبل العرش أو هو بعده
قبل الكتابة كان ذا أركانِ ... والحق أن العرش قبل لأنه
إيجاده من غير فصل زمانِ ... وكتابة القلم الشريف تعقبت
فغدا بأمر الله ذا جريانِ ... لما براه الله قال: اكتب كذا
قوله: «وفي رواية لابن وهب» وهو الإمام الحافظ عبدالله بن وهب بن مسلم القرشي، مولاهم، المصري الفقيه، ثقة إمام مشهور عابد، له مصنفات منها الجامع وغيره، مات سنة سبع وتسعين ومائة وله اثنتان وسبعون سنة.
* في الكافية الشافية: الديانِ.