فهرس الكتاب
الصفحة 284 من 358

[الأعراف:190] .

قال ابن حزم [1] : اتفقوا على تحريم كل اسم معبَّدٍ لغير الله، كعبدِ عمر

وعبد الكعبة وما أشبه ذلك، حاشا عبدالمطلب [2] .

(1) قوله: «قال ابن حزم» وهو عالم الأندلس أبومحمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبي الظاهري، صاحب التصانيف، توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة وله اثنتان وسبعون سنة. «اتفقوا» يعني: أهل العلم «على تحريم كل اسم معبَّد لغير الله كعبد عمر وعبدالكعبة وما أشبه ذلك» حكى ابن حزم اتفاق العلماء على تحريم كل ما عُبِّد لغير الله؛ لأنه شرك في الربوبية والإلهية؛ لأن الخلق كلهم ملك لله وعبيد له، خلقهم لعبادته وحده وتوحيده في ربوبيته وإلهيته، فمنهم من

(2) عبدَ الله ووحّده في ربوبيته وإلهيته، ومنهم من أشرك به في إلهيته وأقرّ له بربوبيته وأسمائه وصفاته. قاله في «فتح المجيد» *.

قوله: «حاشا عبدالمطلب» وعبدالمطلب هذا جد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسمه شيبة الحمد وهو ابن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ولا ريب أن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام وقوله: «حاشا عبدالمطلب» هذا استثناء من العموم المستفاد من كل، وذلك أن تسميته بهذا الاسم لا محذور فيه؛ لأنه لم يعبَّد لغير الله، وإنما أصله من عبودية الرق، وذلك أن المطلب أخو هاشم قدم المدينة، وكان ابن أخيه شيبة هذا قد نشأه في أخواله بني النجار من الخزرج؛ لأن هاشماً تزوج فيهم امرأة فجاءت منه بهذا الأب، فلما شبَّ في أخواله وبلغ سن التمييز سافر به عمه المطلب إلى مكة بلد أبيه وعشيرته فقدم به مكة وهو رديفه فرآه أهل مكة وقد تغيّر لونه بالسفر فحسبوه عبداً للمطلب فقالوا: هذا عبدالمطلب، فعَلِق به هذا الاسم، فصار لا يُُذكر ولا يُدعى إلا به، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب» ** وقد صار معظماً في قريش والعرب، فهو سيد قريش وأشرفهم في جاهليته، وهو الذي حفر زمزم وصارت له السقاية وفي ذريته من بعده، ووالد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد بني عبدالمطلب، وتوفي في حياة أبيه وكان سن أبيه عبدالله حين حملت منه آمنة برسول الله نحو ثمانية عشر عاماً. قال الحافظ الذهبي [تاريخ الإسلام / السيرة ص/49] : «توفي أبوه عبدالله وللنبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية وعشرون شهراً، وقيل أقل من ذلك، وقيل وهو حمل، توفي بالمدينة وعاش خمسةً وعشرين سنة» . قال الواحدي: «وذلك أثبت الأقاويل في سنه ووفاته» .

** أخرجه البخاري (2864، 2874) وكرره، ومسلم (1776) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام