فهرس الكتاب
الصفحة 270 من 358

قال سفيان: مثلُ شاهان شاه [1] . وفي رواية: «أغيظُ رجلٍ على الله يوم القيامة وأخبثه» [2] .

(1) قاله في «الشرح» *، وفي رواية: «اشتد غضب الله على من زعم أنه ملك الأملاك» **. رواه الطبراني.

وقوله: «تسمى» بفتح التاء الفوقية والسين المهملة، أي سمّى نفسه، وقيل بضم الياء التحتية أي يُدعى بذلك ويرضى به.

وقوله: «لا مالك إلا الله» أي هو الذي يستحق هذا الاسم، ومن تسمّى به فقد كذب وافترى وادّعى ما ليس له فلذا صار أذلّ الناس عند الله يوم القيامة.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «المالك المتصرف بفعله، والملِك المتصرف بفعله وأمره» .

وقوله: «قال سفيان - هو ابن عيينة - مثل شاهنشاه» قال ابن القيم: «ملك الملوك وسلطان السلاطين» ، ومراد سفيان أن الحديث متناول لمثل هذا بأي لسان فلا ينحصر في لفظه بعينه بل ما أدى هذا المعنى فهو داخل في الحديث، هذا معنى كلام الحافظ ابن حجر. قاله في «إبطال التنديد» ***.

(2) قوله: «وفي رواية: أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه» هذه الرواية ذكرها مسلم في صحيحه. قاله في «الشرح» .

قوله: «أغيظ» من الغيظ وهو مثل الغضب، فيكون بغيضاً إلى الله مغضوباً عليه. والله أعلم. وهذا من الصفات التي تُمرُّ كما جاءت، ويجب

* (ص/530) .

** أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 396) رقم (12113) وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (988) .

*** (ص/243) .

أخرجه مسلم (2143) ، وأحمد (2/ 315) .

(ص/533) .

اتباع الكتاب والسنة في ذلك وإثباته على وجه يليق بجلال الله وعظمته تعالى. قاله في «فتح المجيد» *.

قوله: «وأخبثه» وهو يدل على أن هذا خبيث عند الله فاجتمعت في حقه هذه الأمور لتعاظمه في نفسه وتعظيم الناس له بما ليس له بأهل فصار أخبث الخلق وأبغضهم إلى الله وأحقرهم عنده، وهذا المذكور ينافي كمال التوحيد الذي دلّت عليه كلمة الإخلاص، فيكون فيه شائبة من الشرك، وإن لم يكن أكبر. قاله في «قرة العيون» **.

قوله: «أخنع» يعني: أوضع. وفيه: النهي عن التسمِّي بِمَلِكِ الأملاك، وأن ما في معناه مثله كما قال سفيان، والتفطن للتغليظ في هذا ونحوه مع القطع أن القلب لم يقصد معناه، والتفطن في أن هذا لأجل الله سبحانه. قاله المصنف رحمه الله تعالى.

** (ص/213 - 214) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام