فهرس الكتاب
الصفحة 267 من 358

وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} [1] [الجاثية: 24] الآية.

في الصحيح [2]

(1) قوله: «وقول الله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} الآية قال ابن كثير [التفسير 7/ 268] : «يخبر تعالى عن قول الدهرية من الكفار ومن وافقهم من مشركي العرب في إنكار المعاد، {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} » . قال ابن جرير: «أي ما حياة إلا حياتنا التي نحن فيها، لا حياة سواها تكذيباً منهم للبعث بعد الموت، نموت ونحيا» . قال ابن كثير [التفسير 7/ 269] : «أي يموت قوم ويعيش آخرون، وما ثَمَّ معاد ولا قيامة، وهذا يقوله مشركو العرب المنكرون للمعاد، وتقوله الفلاسفة الإلهيون منهم، وهم ينكرون البداءة والرجعة، وتقوله الفلاسفة الدهرية الدورية المنكرون للصانع المعتقدون أن في كل ستة وثلاثين ألف سنة يعود كل شيء إلى ما كان عليه، وزعموا أن هذا قد تكرر مرات لا تتناهى، فكابروا المعقول وكذبوا المنقول، ولهذا قالوا: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ} » . قال ابن جرير: «أي ما يهلكنا إلا مر الليالي والأيام

* (ص/526) .

(2) وطول العمر إنكاراً منهم أن يكون لهم رب يفنيهم ويهلكهم. قال الله تعالى: {وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ} أي يتوهمون ويتخيلون. فإن قلت: أين مطابقة الآية للترجمة إذا كانت خبراً عن الدهرية المشركين؟ قلت: المطابقة ظاهرة لأن من سب الدهر فقد شاركهم في سبِّه وإن لم يشاركهم في الاعتقاد. قاله في «الشرح» *. ...

قوله: «في الصحيح» أي صحيح البخاري «عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، أقلّب الليل والنهار» **. وأخرجه أحمد بهذا اللفظ، وأخرجه مسلم بلفظ آخر، قال في «شرح السنة» [12/ 357] : «ومعناه أن العرب كان من شأنها ذم الدهر أي سبه عند النوازل؛ لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره، فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر، وأبادهم الدهر، فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبُّوا فاعلها، فكان مرجع سبِّهم إلى الله عز وجل، إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها فنهوا عن سب الدهر» . انتهى ملخصاً.

وقوله: «أقلّب الليل والنهار» تقليبه تصرفه تعالى فيه بما يحبه الناس ويكرهونه. وفي هذا الحديث زيادة لم يذكرها المصنف وهي قوله: بيدي الأمر.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام