فهرس الكتاب
الصفحة 264 من 358

أن يهودياً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء اللهُ وشئتَ، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادوا أن يحلفوا

أن يقولوا: وربّ الكعبة، وأن يقولوا ما شاء الله ثم شئتَ. رواه النسائي وصححه.

وله - أيضاً - عن ابن عباس أنّ رَجُلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم: «ما شاء اللهُ وشئت. فقال: «أجعلتني لله نداً؟ ما شاء الله وحده» [1] .

(1) فتمسكوا بالكتاب والسنة في هذا الباب وغيره، واعتقدوا أن مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله في كل شيء مما شرعه الله وما يخالفه من أفعال العباد وأقوالهم، فالكل بمشيئة الله وإرادته، فما وافق ما شرعه رضيه وأحبه، وما خالفه كرهه من العبد كما قال تعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} الآية [الزمر:7] . وفيه: أن الحلف بالكعبة شرك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقر اليهودي على قوله: إنكم تشركون. وفيه: فهم الإنسان إذا كان له هوى. قاله المصنف رحمه الله. وفيه: معرفة اليهود بالشرك الأصغر. قال في «الشرح» *: وكثير ممن يدّعي الإسلام لا يعرف الشرك الأكبر، بل يصرف خالص العبادات من: الدعاء، والذبح، والنذر لغير الله، ويظن أن ذلك من الدين. وفيه: قبول الحق ممن جاء به وإن كان عدواً مخالفاً في الدين، وأن الحلف بالكعبة من الشرك الأصغر.

قوله «عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئتَ. فقال: أجعلتني لله نداً؟ بل ما شاء الله وحده» **. هذا الحديث رواه النسائي في «اليوم والليلة» . ورواه ابن ماجه في الكفارات من «السنن» عن هشام بن عمار، عن عيسى نحوه.

قوله: «أجعلتني لله نداً» هذه رواية ابن مردويه، ورواية النسائي وابن ماجه:

* (ص/520 - 521) .

** أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (988) ، وأحمد (1/ 214، 224، 283، 347) ، وابن ماجه (2117) . وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (139) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام