[الرعد:20] .
وفي صحيح البخاري [1] قال عليٌّ: حدِّثوا الناسَ بما يعرفون، أتريدون أن يُكذّب الله ُ ورسولُه؟ [2] .
(1) قوله: «وفي صحيح البخاري عن علي - رضي الله عنه - قال: حدِّثوا الناس بما يعرفون» زاد آدم بن أبي إياس في كتاب «العلم» : ودعوا ما ينكرون. قاله الحافظ ابن حجر، أي: ما يشتبه عليهم فهمه. ومثله قول ابن مسعود: ما أنت محدِّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. رواه مسلم.
(2) وقوله: «أتريدون أن يُكذّب الله ورسوله» وسبب قول عليّ هذا - والله أعلم - ما حدث في خلافته من إقبال الناس على الحديث وكثرة القُصّاص، فيأتون في قصصهم بأحاديث من هذا القبيل لا تُعرف، فربما استنكرها بعض الناس، وقد يكون لبعضها أصل أو معنى صحيح فيقع بعض المفاسد، فأرشدهم أمير المؤمنين إلى أنهم لا يحدّثون عامة الناس إلا بما هو معروف ينفع الناس في أصل دينهم وأحكامه من بيان حلاله وحرامه الذي كُلّفوا به علماً وعملاً دون ما يشغل عن ذلك مما قد يؤدِّي إلى رد الحق وعدم قبوله فيفضي بهم إلى التكذيب. وقد كان أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان ينهى القُصّاص عن القصص لما في قصصهم من الغرائب والتساهل في النقل ويقول: «لا يقُص إلا أمير أو مأمور» . وكل هذا محافظة على لزوم الثبات على الصراط المستقيم علماً وعملاً ونية وقصداً، وترك كل ما كان وسيلة إلى الخروج عنه إلى البدع. والله أعلم.