[النساء:60] الآيات.
وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة:11] [1] .
وقوله: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} الآية [الأعراف:56] [2] .
(1) أنها غير منسوخة.
والثاني: قوله: {وَعِظْهُمْ} وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم إلى غير رسوله وما أُنزل عليه.
والثالث: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا} أي يبلغ تأثيره إلى قلوبهم، ليس قولاً ليناً لا يتأثر به المقول له، وهذه المادة تدل على بلوغ المراد بالقول، فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف، وهذا القول البليغ يتضمن ثلاثة أمور:
أحدها: عظم معناه وتأثر النفوس به.
الثاني: فخامة لفظه وجزالته.
الثالث: كيفية القائل في إلقائه إلى المخاطَب، فإن القول كالسهم والقلب كالقوس الذي يدفعه وكالسيف والقلب كالساعد الذي يضرب به». انتهى.
قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} قال أبوالعالية في الآية {لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ} يعني: لا تعصوا في الأرض؛ لأن من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصية الله فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء إنما هو بطاعة الله ورسوله، ومناسبة الآية للترجمة أن التحاكم إلى غير الله ورسوله من أعمال المنافقين وهو من الفساد في الأرض. قاله في «فتح المجيد» *.
وفيه: معرفة تفسير آية البقرة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ} . قاله المصنف رحمه الله.
(2) وقوله: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} قال أبوبكر بن عيّاش
في الآية: «إن الله بعث محمداً إلى أهل الأرض وهم في فساد فأصلحهم الله بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فمن دعا إلى خلاف ما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فهو من المفسدين في