وقول الله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [1] [التغابن: 11] .
قال علقمةُ: هو الرجلُ تُصيبُه المصيبةُ فيعلمُ أنها من عند الله فيرضى ويُسلّم [2] .
(1) قوله: «وقول الله تعالى: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وقبلها {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ} أي بمشيئته وإرادته وحكمته، {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قال ابن عباس: يهد قلبه لليقين؛ فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. هذا تفسير الإيمان في الآية. وفي الآية: بيان أن من ثواب الصبر هداية القلب. قال ابن كثير [التفسير 8/ 137] : «أي من أصابته مصيبة فعلم أنها بقدر الله فصبر واحتسب واستسلم لقضاء الله تعالى هدى الله قلبه وعوّضه عما فاته من الدنيا هُدىً في قلبه ويقيناً صادقاً، وقد يخلف عليه
* أخرجه البخاري (1469، 6470) ، ومسلم (1053) .
** أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (56/ 2) ، وأبونعيم في الحلية (5/ 34) ، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1364) . وقال الألباني: منكر. انظر الضعيفة رقم (499) .
(2) ما كان أخذ منه». وهذا هو الشاهد من الآية للترجمة.
وقوله: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} تنبيهٌ على أن ذلك إنما يصدر عن علمه تعالى المتضمن لحكمته وذلك يوجب الصبر والرضى.
قوله: «قال علقمة: هو الرجلُ تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلِّم» هذا الأثر رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وهذا سياق ابن جرير. وعلقمةُ هو ابن قيس بن عبدالله النخعي الكوفي، وُلد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسعد وابن مسعود وعائشة وغيرهم - رضي الله عنهم - وهو من كبار التابعين وأجلاّئهم وعلمائهم وثقاتهم، مات بعد الستين. وفي هذا دليلٌ على أن الأعمال من مسمى الإيمان. وقال سعيد بن جبير: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} يعني: يسترجع يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفيه: معرفة تفسير آية التغابن، وأن هذا من الإيمان بالله. قاله المصنف رحمه الله. وفي الآية: أن الصبر سبب لهداية القلب، وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها. وفيها: إثبات القدر. قاله في «الشرح» *.