فهرس الكتاب
الصفحة 227 من 358

وعن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن الكبائر فقال: «الشرك بالله، واليأسُ من رَوْح الله، والأمنُ من مكر الله» [1] .

(1) قوله: «وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن

* رواه ابن أبي حاتم، كما في الدر المنثور (3/ 507) . ...

الكبائر فقال: «الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله» *. هذا الحديث رواه البزّار وابن أبي حاتم من طريق شبيب بن بشر، قال ابن معين: ثقة. وليَّنه أبوحاتم. وقال ابن كثير: في إسناده نظر، والأشبه أن يكون موقوفاً.

قوله: «الشرك بالله» بدأ به من باب البداءة بالأهم فالأهم، وهو أكبر الكبائر، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الشرك بالله هضمٌ للربوبية، وتنقّصُ للإلهية، وسوء ظن برب العالمين سبحانه» . قال في «الكافية الشافية» :

ذا القسم ليس بقابل الغفران ... والشرك فاحذره فشرك ظاهر

كان من حجر ومن إنسان ... وهو اتخاذ الند للرحمن أيا

ويحبه كمحبة الديّان ... يدعوه أو يرجوه ثم يخافه

خلق ولا رزق ولا إحسان ... والله ما ساووهم بالله في

حب وتعظيم وفي إيمان ... لكنهم ساووهم بالله في

جعلوا المحبة قط للرحمن ... جعلوا محبتهم مع الرحمن ما

ج ... ج

قوله: «واليأس من روح الله» أي قطع الرجاء والامل من الله، فيما يخافه ويرجوه وذلك إساة ظن بالله، وجهل به وبسعة رحمته وجوده ومغفرته. قاله في «فتح المجيد» **.

قوله: «والأمن من مكر الله» أي الأمن من استدراجه للعبد وسلبه ما أعطاه من الإيمان - نعوذ بالله من ذلك - وذلك جهلٌ بالله وبقدرته، وثقةٌ بالنفس وعجب بها. قاله في «الشرح» ***. وهذه الثلاث من أكبر الكبائر، وهي

* أخرجه البزار (106) ، وابن أبي حاتم في التفسير كما في الدر المنثور (2/ 147) وقال: إسناده حسن.

*** (ص/439) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام