[الأعراف:99] .
وقوله: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} [1] [الحجر: 56] .
(1) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ [المؤمنون: 55 - 56] .
قال الحسن البصري: «من وُسِّع عليه فلم يرَ أنه يَمكر به فلا رأي له، ومن قُتِر عليه فلم يرَ أنه ينظر له فلا رأي له» .
وقال قتادة: «بَغَتَ القومَ أمرُ الله، وما أخذ الله قوماً إلا عند سلوتهم وغرتهم ونعمتهم، فلا تغتروا بالله، إنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون» .
وقال إسماعيل بن رافع: «من الأمن من مكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة» . رواه ابن أبي حاتم*.
وهذا هو تفسير المكر في قول بعض السلف يستدرجهم الله بالنعم ويُملي لهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وهذا هو معنى المكر والخديعة. ذكره ابن جرير بمعناه. وفيه: معرفة تفسير آية الأعراف. قاله المصنف رحمه الله تعالى.
قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} القنوط: استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلا الأمرين ذنبٌ عظيم ينافي كمال التوحيد. ومعنى الآية: أن الملائكة لما بشّرت إبراهيمَ بإسحاق {قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ} - الذي لا ريب فيه - {فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} [الحجر:54 - 55] أي: الآيسين. فقال عليه السلام: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ} قال بعضهم إلا المخطئون طريق الصواب، أو إلا الكافرون، كقوله: {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] .