فهرس الكتاب
الصفحة 221 من 358

[المائدة:23] .

وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [1]

(1) فعل ما يقدر عليه نيابة عنه. لكن ليس له أن يعتمد في حصول ما وكل فيه، بل يتوكل على الله في تيسير أمره الذي يطلبه بنفسه أو بنائبه، وذلك من جملة الأسباب التي يجوز فعلها ولا يعتمد عليها بل يعتمد على المسبب الذي أوجد السبب والمسبب. قاله في «الشرح» *. وفي الآية: أن التوكل من الفرائض وأنه من شروط الإيمان. قاله المصنف رحمه الله تعالى.

قوله: «وقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} قال البغوي: «أي خافت وفرقت قلوبهم» . وقيل: إذا خُوفوا بالله انقادوا خوفاً من عقابه. قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في الآية أن المنافقين لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه ولا يؤمنون بشيء من آياته ولا يتوكلون على الله ولا يصلون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم، فأخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف المؤمنين فقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} فأدوا فرائضه. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.

وقوله: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} أي تصديقاً ويقنياً، وقد استدل الصحابة والتابعون ومن تبعهم من أئمة السلف بهذه الآية ونظائرها على أن «الإيمان: قول وعمل، يزيد وينقص» . قال عمير بن حبيب الصحابي: إن الإيمان يزيد وينقص، فقيل له: وما زيادته وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله وخشيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه. وحكى الإجماع على ذلك الشافعي وأحمد وأبوعبيدة وغيرهم.

وقوله: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} أي يعتمدون عليه بقلوبهم مفوضين إليه أمورهم وحده لا شريك له، فلا يرجون سواه ولا يقصدون إلا إياه ولا يرغبون إلا إليه،

* (ص/428 - 429) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام