تعلّمَ منازلَ القمرِ. ولم يرخِّص ابنًُ عيينة فيه. ذكره حربٌ عنهما. ورخّص في تعلُّم المنازل أحمد وإسحاق.
وعن أبي موسى [1] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ثلاثةٌ لا يدخلون [2] الجنة: مدمنُ الخمر [3] ، وقاطعُ الرحم [4] ،
(1) الحنظلي النيسابوري، المعروف بابن راهويه، روى عن ابن المبارك وأبي أسامة وابن عيينة وطبقتهم، قال الإمام أحمد: إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين، روى عنه البخاري ومسلم وأبوداود وغيرهم، وروى هو عن أحمد أيضاً، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين، وفيه: ذكر الخلاف في تعلّم المنازل. قاله المصنف - رحمه الله -. قال الخطابي [معالم السنن 4/ 230] : «أما علم النجوم الذي يدرك بطريق المشاهدة والخبر الذي يعرف به الزوال، وتعلم به جهة القبلة فإنه غير داخل فيما نُهي عنه، وهذا علم يصح إدراكه بالمشاهدة، إلا أن أهل هذه الصناعة قد دبّروها بما اتخذوه من الآلات التي يستغني بها الناظر فيها عن مراعاة مدته ومراصدته» .
قوله: «وعن أبي موسى» عبدالله بن قيس بن سليم بن حَضَّار - بفتح المهملة وتشديد الضاد - الأشعري، صحابي جليل، مات سنة خمسين - رضي الله عنه -.
(2) قوله: «قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا يدخلون الجنة» * هذا من نصوص الوعيد التي كره السلف تأويلها، وقالوا أمرّوها كما جاءت، ومن تأوّلها فهو على خطر من القول على الله بلا علم. وأحسن ما يُقال: إن كل عمل دون الشرك والكفر المخرج عن الملة فإنه يرجع إلى مشيئة الله، فإن عذّبه فقد استوجب العذاب، وإن غفر له فبفضله وعفوه ورحمته. قاله في «فتح المجيد» **. وكأن المصنف رحمه الله يميل إلى هذا قاله في «الشرح» ***.
(3) قوله: «مدمن الخمر» أي المداوم على شربها.
(4) قوله: «وقاطع الرحم» يعني: القرابة. قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ
* أخرجه أحمد (4/ 339) ، وابن حبان (1380، 1381) ، والحاكم (4/ 146) . قال الألباني: ضعيف، انظر: الضعيفة (1463) .
*** (ص/386) .