وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} [1] [البقرة: 102] .
وقوله: {يؤمنون بالجبت والطاغوت [2] } [النساء: 51] .
(1) فالتخييل الذي كان يراه - صلى الله عليه وسلم - ناشئ عن السحر الذي في المشط والمشاطة، وليس هو نفس السحر، ولذا لما استخرجه وأتلف ذهب عنه ما يجده من التخييل.
قوله: «وقول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} أي: ولقد علم اليهود الذين استبدلوا السحر عن متابعة الرسل والإيمان بالله ما له في الآخرة من خلاق، قال ابن عباس: من نصيب. وقال قتادة: وقد علم أهل الكتاب فيما عهد إليهم أن الساحر لا خلاق له في الآخرة. وقال الحسن: ليس له دين، فدلّت الآية على تحريم السحر، وهو كذلك محرم في جميع الشرائع لم يبح في ملة من الملل كما قال تعالى: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69] . قاله في «الشرح» *.
وفيه: معرفة تفسير آية البقرة. قاله المصنف رحمه الله. واختلفوا: هل يكفر الساحر أم لا؟ فذهب طائفة من السلف إلى أنه يكفر، وبه قال مالك وأبوحنيفة وأحمد رحمهم الله تعالى. قال أصحابه إلا أن يكون سحره بأدوية وتدخين وسقي شيء يضر فلا يكفر. وقال الشافعي: «إذا تعلم السحر قلنا له: صفْ لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقد أهل بابل من التقرب للكواكب السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر، وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته كفر» . انتهى.
(2) «وقوله: تعالى: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} قال عمر: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان» . رواه ابن أبي حاتم، وفيه: أن السحر من الجبت. قاله المصنف. وقال جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الأنصاري ثم السلمي بفتحتين، صحابي ابن صحابي - رضي الله عنهما -.
* (ص/326) .