فهرس الكتاب
الصفحة 14 من 358

وإني أروي كتاب التوحيد وسائر مؤلفات الشيخ في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام عام ألفٍ وثلاثمائة وخمسين، بالإجازة عن الشيخ العلاّمة محدث الحجاز في وقته أبي الفيض وأبي الإسعاد عبدالستار بن عبدالوهاب الصديقي الحنفي الدهلوي ثم المكي، عن الشيخ العلاّمة السلفي أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي الحنبلي، عن الشيخ العلاّمة حفيد المؤلف عبدالرحمن بن حسن، عن المؤلف الشيخ محمد بن عبدالوهاب أجزل له الله الأجر والثواب.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [1]

(1) قال المؤلف رحمه الله «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» : ابتدأ المصنف كتابه بالبسملة اقتداءً بالكتاب العزيز، وعملاً بحديث: «كل أمر ذي بال لا يفتتح بذكر الله فهو أبتر - أو - أقطع» * واقتصر المصنف في بعض نسخه على البسملة لأنها من أبلغ الثناء والذكر.

قال في «فتح المجيد» **: «ووقع لي نسخة بخطه - رحمه الله - بدأ فيها بالبسملة، وثنَّى بالحمد والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعلى هذا فالابتداء بالبسملة حقيقي، وبالحمدلة نسبيّ إضافيّ» .

والباء في «بِسْمِ اللَّهِ» للمصاحبة، وقيل للاستعانة، وهي طلب العون، والاسم الشريف مستعان مجرور، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره قرأت باسم الله، أو أقرأ باسم الله، ومن الناس من يضمر في مثل هذا ابتدائي باسم الله. قال شيخ الإسلام [الفتاوى 10/ 231] : «والأول أحسن؛ لأن الفعل كله مفعول باسم الله ليس مجرد ابتدائه» . والله عَلَمٌ على ذات الرب تبارك وتعالى. قال الكسائي والفرَّاء: أصله الإله حذفوا الهمزة وأدغموا اللام في اللام فصارت لاماً واحدة مشددة مفخمة. قال ابن عباس: الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعي، ويقال إنه الاسم الأعظم؛ لأنه يوصف بجميع الصفات، وقد ذكر في القرآن في ألفين وثلاثمائة وستين موضعاً. وقال سيبويه: إنه أعرف المعارف.

وقوله: «الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» قال ابن عباس: اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، أي أوسع رحمة، وهما مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، فالرحمن أشد مبالغة من رحيم، والرحمن رحمان الآخرة والدنيا، والرحيم رحيم الآخرة، والرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، وأن الرحمة صفته، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم وأنه يرحم خلقه برحمته، وأسمائه تعالى هي أسماء ونعوت، فإنها دالة على صفات كماله فلا تنافي فيها بين العَلَمية والوصفية، فالرحمن اسمه تعالى

* أخرجه أحمد (2/ 359) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (497) ، وهو ضعيف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام