فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 358

الحمد لله الذي جلّ عن الأنداد، وتنزّه عن أن يكون له ظهير من العباد، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له شهادة من عرف المعنى منها والمراد، واعتقد ما دلّت عليه حقيقة الاعتقاد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الهادي إلى سبيل الرشاد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد:

فإن «كتاب التوحيد» الذي ألَّفه الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله ورضي عنه، كتاب بديع الوضع، عظيم النفع، لم أرَ من سبقه إلى مثاله أو نسج في تأليفه على منواله، فكل باب منه قاعدة من القواعد ينبني عليها كثير من الفوائد، وأكثر أهل زمانه قد وقعوا في الشرك الأكبر والأصغر، واعتقدوه ديناً فلا يُتاب منه ولا يُستغفر، فألّفه عن خبرة منه ومشاهدة للواقع، فكان لذاك الداء كالدواء النافع، فرحمه الله ورضي عنه.

وقد شرحه بعض أحفاده وغيرهم، ووضعوا عليه بعض الحواشي المفيدة، إلا أنه لم يتعرض أحدٌ منهم لذكر المسائل التي استنبطها المصنف في آخر كل باب إلاّ نادراً، وهي تضمن علوماً جمّة وفوائد مهمة، فرأيتُ من الضروري استخراج خلاصة مما ذكروه تكون وافية بتوضيح مقاصده وتقريب شوارده مع ما منَّ الله به من الفوائد وتوضيح الشواهد، واتبعت كل آية أو حديث بما استنبطه المصنف من الفوائد، ومرادي بشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله ورضي عنه، وسميته:

«الدُّرُّ النَّضيد على أبواب التوحيد»

واللهَ أسألُ أن ينفع به كما نفع بأصله، وأن يجعله خالصاً لوجهه، ومن العمل المبرور، والسعي المشكور المقرب لديه، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام