فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 683

وأما اسمه: (الأحد) فقد ورد مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) } [الإخلاص: 1] . وكذلك جاء في السنة في قوله صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل الذي دعا بهذا الدعاء:"اللَّهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد"، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لقد سأل باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى) (1) 1).

المعنى اللغوي:

(الواحد والأحد) وإن كان اشتقاقهما واحدًا وبينهما معان مشتركة إلا أن بعض العلماء قد فرق بينهما؛ وذلك من الوجوه التالية:

الأول: أن الواحد اسم لمفتتح العدد، فيقال: واحد واثنان وثلاثة.

أما (أحد) فينقطع معه العدد فلا يقال: أحد اثنان ثلاثة.

الثاني: أن (أحدًا) في النفي أعم من (الواحد) . يقال: ما في الدار واحد، ويجوز أن يكون هناك اثنان أو ثلاثة أو أكثر. أما لو قال: ما في الدار أحد فهو نفى وجود الجنس بالمرة، فليس فيها أحد ولا اثنان ولا ثلاثة ولا أكثر ولا أقل.

الثالث: لفظ (الواحد) يمكن جعله وصفًا لأي شيء أريد، فيصح القول: رجل واحد، وثوب واحد، ولا يصح وصف شيء في جانب الإثبات بأحد إلا الله الأحد: [قل هو الله أحد] فلا يقال: رجل أحد ولا ثوب أحد (2) 1).

معنى الواحد الأحد في حق الله تعالى:

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:" (الأحد) : المتضمن لانفراده بالربوبية والإلهية" (3) 2).

ويقول أيضًا:"في (الأحد) نفي لكل شريك لذي الجلال" (4) 3).

و (الواحد والأحد) هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر المتفرد في ذاته، وصفاته، وأفعاله، وربوبيته، وإلهيته، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد"."

(1) سبق تخريجه ص 76.

(2) انظر المنهج الأسنى 1/ 99.

(3) بدائع الفوائد 1/ 146.

(4) زاد المعاد 4/ 181.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام