6 -قال أبو الفرج بن الجوزي:"أقام جوهر القائد (1) لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النَّابُلسي، وكان ينزل الأكواخ، فقال له: بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرَّجل عشرةُ أسهم، وجب أن يرمي في الروم سهمًا، وفينا تسعة، قال: ما قلتُ هذا، بل قلت: إذا كان معه عشرة أسهم، وجب أن يرميكم بتسعة، وأن يرمي العاشر فيكم أيضًا، فإنكم غيّرتم الملَّة، وقَتلْتُم الصالحين، وادعيتم نور الإلهية، فشهرَهُ ثم ضربه، ثم أمر يهوديًا فسلخه" (2) .
ثالث عشر: الأسماء التي تثمر الافتقار إلى الله عز وجل وكثرة دعائه وذكر الثناء عليه:
كل أسماء الله - عز وجل - وصفاته يثنى على الله سبحانه بها ويحمد عليها ويدعى بها ويخص من هذه الأسماء بعض ما ورد في الأذكار والأدعية المأثورة من كثرة الدعاء بها وما تثمره من الافتقار إلى الله - عز وجل - مثل: (لفظ الجلالة، الحي، القيوم، الرحمن، الرحيم، البر، اللطيف، الغفور، العفو، الملك، القدوس، الغني، الحميد، الرزاق، المنان، الجواد، الكريم، الحليم، الجبار، العظيم، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الأحد، الصمد، الولي، النصير) .
نماذج من أحوال السلف - رحمهم الله تعالى - يظهر فيها افتقارهم إلى الله - عز وجل - وكثرة ذكرهم له ودعائهم والتضرع بين يديه:
1 -كان من افتقاره ودعائه صلى الله عليه وسلم:"اللهم تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، والوجل المشفق، المقر المعترف بذنوبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذل جسده، ورغم أنفه لك، اللَّهم لا تجعلني بدعائك رب شقيًا، وكن بي رؤوفًا رحيمًا، يا خير المسؤولين، ويا خير المعطين" (3) .
(1) جوهر الصقلي هو أحد قادة دولة بني عبيد الباطنية في مصر.
(3) زاد المعاد/ 237، وحسنه الأرناؤط في تحقيق الزاد.