فهرس الكتاب
الصفحة 511 من 683

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"البصير الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات، حتى أخفى ما يكون فيها فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء، وجميع أعضائها الباطنة، والظاهرة، وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار، وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها، وصغرها، ودقتها، ويرى نياط عروق النملة، والنحلة، والبعوضة، وأصغر من ذلك، فسبحان من تحار العقول في عظمته، وسعة متعلقات صفاته، وكمال عظمته، ولطفه، وخبره بالغيب، والشهادة والحاضر، والغائب، ويرى خيانات الأعين، وتقلبات الأجفان، وحركات الجنان، قال تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220) } [الشعراء: 218 - 220] ، {يَعْلَمُ spuZ ح! % sالْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) } [غافر: 19] ، {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) } [البروج: 9] ، أي: مطلع، ومحيط علمه، وبصره، وسمعه بجميع الكائنات" (1) .

وفي ضوء الأقوال السابقة يظهر أن لاسمه سبحانه (البصير) معنيين:

الأول: أن له سبحانه بصرًا يليق بعظمته يحيط بأقطار السماوات والأرض ويرى به سبحانه جميع مخلوقاته دقيقها وجليلها باطنها وظاهرها، ولا يخفى عليه منهم شيء.

الثاني: أنه ذو البصيرة بالأشياء الخبير بها المطلع على بواطنها.

من آثار الإيمان باسمه سبحانه (البصير) :

أولاً: مراقبة الله - عز وجل - والخوف منه حيث لا تخفى عليه خافية في ليل أو نهار، في سر أو إعلان، في خلوة أو اجتماع، في باطن الأرض أو ظاهرها إن اليقين بهذا يثمر في قلب المؤمن خوفًا من الله - عز وجل - من أن يراه على حال لا ترضيه، ويستحيي من ربه سبحانه أن يراه على معصية.

(1) الحق الواضح المبين ص 35، 36.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام