وصفات الإحسان، والجود، والبر، والحنان والمنة، والرأفة واللطف أخص باسم"الرحمن"وكرر إيذانًا بثبوت الوصف وحصَول أثره، وتعلقه بمتعلقاته" (1) 1)."
وقد ذكر اسم"الله"في القرآن في (2724) مرة، واسم"الله"- تبارك وتعالى - خاص به سبحانه وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه اسم مشتق واختلفوا في أصل اشتقاقه فقيل: إنه من"إله"مثل:"فعال"فأدخلت الألف واللام بدلاً من الهمزة مثل:"الناس"أصله"أناس"فقيل:"الله"فإله"فعال"بمعنى: مفعول كأنه مألوه أي: معبود مستحق للعبادة، يعبده الخلق ويؤلهونه، والتأله: التعبد. وهذا معروف في كلام العرب فهو دال على صفات الألوهية.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه اسم جامد غير مشتق علم على الذات المقدسة وقالوا: أن الألف واللام من بنية هذا الاسم ولم يدخلا للتعريف. والدليل على ذلك: دخول حرف النداء عليه. وحروف النداء لا تجتمع مع الألف واللام اللتين للتعريف فأنت تقول:"يا ألله"ولا تقول:"يالرحمن"، ولا"يالبصير"فدل على أن الألف واللام من بنية الاسم. والصواب أنه مشتق، لأن أصله (إله) بمعنى مألوه، أي معبود، فهو دال على صفات الإلهية.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:"الله: هو المألوه المعبود، ذو الألوهية، والعبودية على خلقه أجمعين، لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال، وأخبر أنه الله الذي له جميع معاني الألوهية وأنه هو المألوه المستحق لمعاني الألوهية كلها، التي توجب أن يكون المعبود وحده، المحمود وحده، المشكور وحده، المعظم المقدس ذو الجلال والإكرام، واسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى، والله أعلم" (2) 1).
(1) مدارج السالكين 1/ 32, 33.
(2) تفسير السعدي 5/ 620، الحق الواضح المبين ص 104.