فهرس الكتاب
الصفحة 321 من 683

وكذلك في قوله تعالى: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) } [البروج: 14، 15] ، كما جاء اسم (المجيد) وصفًا للقرآن الكريم الذي هو كلام الله - عز وجل - فقال تبارك وتعالى: {ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) } [ق: 1] ، وقال - عز وجل: {بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) } [البروج: 21، 22] .

المعنى اللغوي لـ (المجيد) :

قال الزجاج: أصل المجد في الكلام: الكثرة والسعة، وهو مأخوذ من قولهم: أمجدتُ الدابة إذا أكثرت علفها. فالماجد في اللغة: الكثير الشرف (1) .

وقال الراغب: المجد: السعة في الكرم والجلال (2) .

معناه في حق الله تعالى:

قال الأزهري:"الله تعالى هو المجيد، تمجد بفعاله، ومجده خلقه لعظمته" (3) .

قال الخطابي رحمه الله تعالى:" (المجيد) هو الواسع الكرم" (4) .

وقال ابن جرير رحمه تعالى:" (مجيد) ، ذو مجد ومدح وثناء كريم" (5) .

وقال ابن القيم رحمه الله في نونيته:

"وهو المجيد صفاته أوصاف تعظيم فشأن الوصف أعظم شان" (6)

وقال أيضًا:"وصف نفسه بـ (المجيد) وهو: المتضمن لكثرة صفات كماله وسعتها، وعدم إحصاء الخلق لها، وسعة أفعاله وكثرة خيره ودوامه، وأما من ليس له صفات كمال ولا أفعال حميدة فليس له من المجد شيء، والمخلوق إنما يصير مجيدًا بأوصافه وأفعاله فكيف يكون الرب - تبارك وتعالى - مجيدًا وهو معطل عن الأوصاف والأفعال تعالى الله عما يقول المعطلون علوًا كبيرًا، بل هو المجيد الفعال لما يريد، والمجد في لغة العرب: كثرة أوصاف الكمال وكثرة أفعال الخير" (7) .

(1) تفسير الأسماء ص 53.

(2) المفردات ص 463.

(3) لسان العرب 5/ 4138.

(4) شأن الدعاء ص 74.

(5) تفسير الطبري 12/ 47.

(6) النونية 2/ 215.

(7) التبيان في أقسام القرآن ص 125.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام