18 -عند رؤية آيات الله - عز وجل - وعند التعجب وتعظيم الله - عز وجل - وقد أوردت الأمثلة السابقة دون أدلتها طلبًا للاختصار ولاستفاضة صحتها ومعرفتها عند العام والخاص، كالتكبير في الصلاة والأذان، والأذكار دبر الصلوات، ومن أراد الوقوف على أدلة كل حالة فليرجع إلى ذلك في مظانها ككتب الأذكار والدعوات.
وأود في هذه العجالة الوقوف عند هذا الذكر الجليل وما يحمله من معاني العظمة، والجلال، والكبرياء، وما ينبغي أن يثمره في قلب المؤمن وأعماله من الآثار التي تدل على تكبير الله - عز وجل - وتعظيمه، وتعظيم أوامره؛ قال الله - عز وجل: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111) } [الإسراء: 111] .
وبالتأمل في هذه المواطن والأحوال التي شرع فيها هذا الذكر العظيم نجده إما قبل الشروع في عبادة أو بعدها، أو في المواضع الكبار التي يجتمع فيها الناس، أو في حضور عدو من شياطين الجن أو الإنس، أو عند رؤية آية من آيات الله - عز وجل -.
وعن سر التكبير في هذه المواطن يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - بعد أن ساق بعض هذه المواضع:"... وهذا كله يبين أن التكبير مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجمع، أو لعظمة الفعل، أو لقوة الحال أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة ليبين أن الله أكبر وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار؛ فيكون الدين كله لله، ويكون العباد له مكبرين، فيحصل لهم مقصودان: مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله، ومقصود الاستعانة بانقياد الطالب لكبريائه" (1) .
وعن معنى"الله أكبر": يقول رحمه الله تعالى: "وفي قول"الله أكبر"إثبات عظمته، فإن الكبرياء يتضمن العظمة، ولكن الكبرياء أكمل ولهذا جاءت الألفاظ المشروعة في الصلاة والأذان بقول"الله أكبر"فإن ذلك أكمل من قول الله أعظم" (2) .
(1) مجموع الفتاوى 4/ 229.
(2) مجموع الفتاوى 10/ 253.