فهرس الكتاب
الصفحة 280 من 358

وقوله: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [1] [القصص: 78] قال قتادة: على علم مني بوجوه المكاسب. وقال آخرون: على علم من الله أني له أهل.

وهذا معنى قول مجاهد: أُوتيته على شرف.

وعن أبي هريرة أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول [2] :

(1) وقوله: « {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} قال قتادة: على علم مني بوجوه المكاسب. وقال آخرون: علىعلم من الله أني له أهل. وهذا معنى قول مجاهد: أُوتيته على شرف» وليس فيما ذكروه اختلاف وإنما هي أفراد المعنى. قاله في «الشرح» *. قال ابن كثير - رحمه الله - [التفسير 7/ 296] في معنى الآية {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} يخبر تعالى أن الإنسان في حال الضرِّ يضرع إلى الله تعالى وينيب إليه ويدعوه، ثم إذا خوَّله نعمةً منه طغى وبغى. وقال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} أي: لَمَا يعلم الله من استحقاقي له ولولا أني عند الله حظيظ لما خولّني هذا، قال الله تعالى: {بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ} أي اختبار {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} فلهذا يقولون ما يقولون، ويدعون ما يدعون.

* (ص/541) .

(2) وفيه: معرفة تفسير الآية، وما معنى قوله: أوتيته على علم عندي. قاله المصنف رحمه الله.

قوله: «وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن ثلاثة من بني إسرائيل: أبرص وأقرع وأعمى، فأراد الله أن يبتليهم» * هذا سياق مسلم ورواية البخاري بدأ الله بالباء الموحدة والدال المهملة وكسر لام الجلالة قال ابن قرقول ضبطناه بالهمز ورواه كثير من الشيوخ بلا همز «فبعث إليهم مَلَكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لونٌ حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذِرَني الناس به» بكسر الذال المعجمة أي: كرهني «فمسحه، فذهب عنه قذره، وأُعطي جلداً حسناً، ولوناً حسناً. قال: فأي المال أحبّ إليك؟ قال: الإبل والبقر - شك إسحاق -» أي ابن عبدالله بن أبي طلحة راوي الحديث فأُعطي ناقة عُشَراء» بعين مهملة مضمومة وشين معجمة مفتوحة وبالمد غير منصرف، قال في «تيسير الوصول» : هي الحامل، وقيل: هي التي أتى على حملها عشرة أشهر. «وقال» أي: المَلَك «بارك الله لك فيها. قال فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك قال: شعر حسن ويذهب عني الذي قذرني الناس به، فمسحه فذهب عنه قذره وأُعطي شعراً حسناً، فقال: أي المال أحب إليك؟ قال: البقر أو الإبل، فأُعطي بقرة حاملاً، وقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إليَّ بصري فأبصر به الناس، فمسحه، فردَّ الله إليه بصره، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم فأعطي شاة والداً» أي ذات ولد، قال في

* أخرجه البخاري (3464) ، (6653) ، ومسلم (2964) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام