فهرس الكتاب
الصفحة 974 من 1137

مجاهد وغيره، وهو تأويل القرآن، كما قالت عائشة رضي الله عنها: «كان خلقه القرآن» وحقيقة المبادرة إلى امتثال ما يحبه الله تعالى بطيب نفس وانشراح صدر» [1] .

ولذا يجدُ المسلم هذا المعنى الشمولي للخلق في عقائد السلف ومصنفاتهم.

يقول أبو إسماعيل الصابوني رحمه الله: «ويتواصون بقيام الليل للصلاة بعد المنام، وبصلة الأرحام على اختلاف الحالات، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والرحمة على الفقراء والمساكين والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين، والتعفف في المأكل والمشرب والملبس، والمنكح والمصرف والسعي في الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبدار إلى فعل الخيرات أجمع، واتقاء شرِّ عاقبة الطمع، ويتواصون بالحق والصبر» [2] .

ويقول شيخ الإسلام في آخر «العقيدة الواسطية» : ثُمَّ هم مع هذه الأصول: يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، على ما توجبه الشريعة، ويرون إقامة الحج والجهاد، والجُمع والأعياد مع الأمراء أبرارًا كانوا أو فُجارًا، ويحافظون على الجماعات، ويدينون بالنصيحة للأئمة، .... ويأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا عند القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا» [3] .

(1) «مجموع الفتاوى» (10/ 658) .

(2) «عقيدة السلف أصحاب الحديث» (ص 86) .

(3) أخرجه أبو داود، كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه، برقم (4682) (5/ 60) ، والترمذي، كتاب الرضاع، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها، برقم (1162) (3/ 466) ، وقال: حديث حسن صحيح. وتبعه في هذا الحكم العلامة الألباني فقال: حسن صحيح. انظر: «صحيح سنن أبي داود» (3/ 886) ، برقم (3916) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام