وائتفكوها بهذه الضلالة، فإن الله حرَّم عليهم أكل الأموال إلا بحقها وإنما هم قوم بُهت» [1] .
روى ابن أبي حاتم بسنده عن سعيد بن جبير قال: لمَّا قال أهل الكتاب: ليس علينا في الأميين سبيل، قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم: «كذب أعداء الله، ما من شيء كان في الجاهلية إلا وهو تحت قدمي هاتين، إلا الأمانة فإنها مؤداة إلى البر والفاجر» [2] ، وفي الأثر عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه سُئل: إنما نَمُرُّ بأهل الذمة، فيذبحون لنا الدجاجة والشاة، فقال: وتقولون ماذا؟ قال: نقول: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} ، قال: إنهم إذا أدَّوا الجزية، لم تحل أموالهم إلا بطيب أنفسهم» [3] .
* المطلب الثالث *
صور من استهزاء المنافقين بالصحابة - رضي الله عنهم - وسائر المؤمنين
ومن صور الاستهزاء بالمؤمنين ما كان يفعله المنافقون من سخرية بالصحابة - رضوان الله عليهم - في إظهارهم الإسلام والموافقة، والاتباع، والطاعة، والنصرة، لأهل الإيمان، وفي حقيقة الأمر هم باقون على معتقداتهم، ولم يدخل الإيمان في قلوبهم، قال تعالى: وَإِذَا
(1) «تفسير القرآن العظيم» (1/ 560) .
(2) «تفسير ابن أبي حاتم (2/ 684) ، و «جامع البيان» (6/ 522) ، برقم (7269) ، و «تفسير القرآن العظيم» (1/ 560) لابن كثير، و «الدر المنثور» (2/ 78) وعزاه لعبد بن حميد. قال أحمد شاكر: «هو حديث مرفوع، ولكنه مرسل، لأن سعيد بن جبير تابعي، وإسناده إليه إسناد جيد» . «جامع البيان» (6/ 522 - شاكر) ، هامش رقم (2) .
(3) «المصنف» (6/ 91) للصنعاني.