فهرس الكتاب
الصفحة 861 من 1137

قلبية، كما أنَّ الحمى والأوجاع أمراض بدنية، والمريض إذا عوفي من مرضه عافية تامة عادت إليه قوته وأفضل منها حتى كأنه لم يضعف قط. فالقوة المتقدمة بمنزلة الحسنات، والمرض بمنزلة الذنوب، والصحة والعافية بمنزلة التوبة، وكما أنَّ المريض من لا تعود إليه صحته أبدًا لضعف عافيته، ومنهم من تعود صحته كما كانت لتقاوم الأسباب وتدافعها ويعود البدن إلى كماله الأول، ومنهم من يعود أصح ممَّا كان وأقوى وأنشط لقوة أسباب العافية وقهرها وغلبتها لأسباب الضعف والمرض حتى ربما كان مرض هذا سببًا لعافيته كما قال الشاعر:

لعل عتبك محمود عواقبه ... وربما صحت الأجسام بالعلل» [1]

* المطلب الثالث *

إيقاف ملكه

إنَّ من آثار الردة على المرتد ما يتعلق بماله من حيث زوال ملكه عنه أو بقاء مِلْكِيَّته، وما هي الأحوال التي يزول ملكه فيها عن ماله؟

فأقول: هناك مسائل اتفق عليها الأئمة - رحمهم الله تعالى:

منها: قول ابن المنذر - عليه رحمة الله: «أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أنَّ المرتدَّ إذا تاب ورجع إلى الإسلام: أنَّ ماله مردود إليه» [2] .

(1) «الوابل الصيب» (ص 22 - 23) .

(2) «الإشراف على مذاهب أهل العلم» (3/ 165) . وانظر: «الفقه الإسلامي وأدلته» (6/ 168) للدكتور وهبة الزحيلي.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام