فهرس الكتاب
الصفحة 633 من 1137

* ثالثًا: نصوص علماء الشافعية:

قال الإمام الشافعي - عليه رحمة الله: « ... من ذكر كتاب الله، أو محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو دين الله بما لا ينبغي ... فقد نقض عهده، وأحل دمه، وبرئت منه ذمة الله - عز وجل - وذمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» [1] ، وكذلك نقل عن الشافعي أنه سئل عمن هزل بشيء من آيات الله تعالى أنه قال: «كافر، واستدل بقوله تعالى: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ ... } [2] .

قال الهيتمي: «ومن ذلك أيضاً تكذيب نبي أو نسبة تعمد كذب إليه أو محاربته أو سبه أو الاستخفاف به، ومثل ذلك كما قال الحليمي [3] : ما لو تمنى في وقت نبي من الأنبياء أنه هو النبي دون ذلك النبي أو في زمن نبينا أو بعده أن لو كان نبيًا أو أنه - صلى الله عليه وسلم - لم تكن النبوة فيه فيكفر في جميع ذلك والظاهر أنه لا فرق بين تمني ذلك باللسان أو القلب ... لأن تكذيبه ولو في الأمر الدنيوي صريح في عدم عصمته عن الكذب وفي إلحاق النقص به وكلاهما كفر» [4] .

قال الرافعي رحمه الله: «ويحصل ذلك (أي الردة) بالقول الذي هو كفر تارة، وبالفعل أخرى، والأفعال التي توجب الكفر هي التي تصدر

(1) «مختصر اختلاف العلماء» (3/ 505) للجصاص.

(2) «الصارم المسلول» (ص 514) لابن تيمية.

(3) الشيخ الإمام أبو عبد الله الحسين بن محمد بن حليم، البخاري، فقيه الشافعية في وقته، توفي سنة (403 هـ) . انظر: «العبر» (2/ 205) ، و «طبقات الشافعية» (4/ 333 - 343) ، و «البداية والنهاية» (11/ 299 - 300) ، و «شذرات الذهب» (3/ 167 - 168) .

(4) «الإعلام بقواطع الإسلام» المطبوع مع «الزواجر» (2/ 352) ، وقد اعتبر بعض علماء الشافعية كون الاستخفاف به كفرًا من خصائصه، فيجاب عنه بأنهم كثيرًا ما يعدون أشياء من خصائصه، ويكون المراد به ما اختص به عَمَّنْ عدا الأنبياء من بقية الأمم. انظر: المصدر السابق (ص 352) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام