يدري محمدٌ إلا ما كتبتُ له، فأماته الله، فدفنوه: (فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه خارج القبر، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه» [1] ، هذا لفظ البخاري.
قال ابن تيمية: «وهذا الطعن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... والافتراء عليه بما يوجب الريب في نبوته قدر زائدٌ على مجرد الكفر به والردة في الدين، فهو من أنواع السّب ...
فمن نصر الله لرسوله أن أظهر فيه آية تبين بها أنه مفترٍ [2] ومستهزئٌ حيث قال: «ما يدري محمدٌ إلا ما كتبتُ له» .
* المطلب الثالث *
صور من استهزاء المنافقين بالنبي - صلى الله عليه وسلم -
فقد وقع المنافقون في الطعن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفسه وفي أهله، مع أن القرآن كان ينزل محذرًا من إيذاء النبي الكريم - عليه الصلاة والسلام - كما في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
(1) رواه البخاري في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، برقم (3617) ، «فتح» (6/ 723»، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، برقم(2781) ، «نووي» (17/ 131 - 132) .
(2) «الصارم المسلول» (ص 122) لابن تيمية.