حتى لا يوصف بالأصولية أو الإرهاب، فيتخلَّى عن دينه خشية تلك الألقاب، وما يضُرُّ أهل الإسلام - إذا كانوا على المنهج المستقيم المبني على الكتاب والسنة، ومنهج سلف هذه الأمة -، كيد الأعداء فإنهم كما قال تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120] ، وعداوتهم وقتالهم لأهل الإسلام باقية، قال تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217] .
* المسألة الخامسة *
في الأخلاق
يعتبر كثير من الناس اليوم مسألة الأخلاق قاصرة على التعامل بين المسلم وأخيه المسلم، أو بين إنسان وإنسان آخر، بينما جاء الإسلام يقرر أنَّ مسألة الخلق ليست قاصرةً على هذا فحسب، بل كُلُّ ما يأتي به المسلم من الأوامر ويجتنب من النواهي داخل في هذا المصطلح، ولأجل ذلك مدح الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] .
قال ابن جرير رحمه الله: «وإنك يا محمد لعلى أدب عظيم، وذلك أدبُ القرآن الذي أدَّبَهُ الله به، وهو الإسلام وشرائعه» [1] .
وجاء عند مسلم بسنده عن عائشة، في حديث طويل، وفيه: « ... قال سعد بن هشام: يا أُمَّ المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت:
(1) «جامع البيان» (12/ 179) .