فهرس الكتاب
الصفحة 335 من 1137

فيعبدون معه الآلهة والأنداد والأصنام والأوثان، وليس منها شيء شركه في خلق شيء من ذلك، ولا في إنعامه عليهم بما أنعم به عليهم، بل هو المتفرد بذلك كله، وهم يشركون في عبادتهم إياه غيره، فسبحان الله ما أبلغها من حجة، وأوجزها من عظة، لمن تفكر فيها بعقل وتدبرها بفهم!» [1] .

* المطلب الثاني *

صور من استهزاء أهل الأهواء والبدع بالله تعالى

فمن ضمن تلك الصور ما وجد عند ملاحدة الصوفية وغيرهم من سخرية بالقرآن، وأشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية عن أهل وحدة الوجود قال: «وحدثني الثقة: أنه (أي التلمساني) قُرِئَ عليه فصوص الحكم لابن عربي، وكان يظنه (أي القارئ الذي حدث ابن تيمية) من كلام أولياء الله العارفين، فلمَّا قرأه رآه يخالف القرآن. قال: فقلت له هذا الكلام يخالف القرآن، فقال: القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا، وكان يقول: ثبت عندنا في الكشف ما يخالف صريح المعقول» .

ثمَّ علق شيخ الإسلام على هذا الإلحاد من هذا المفتري الذي يصف القرآن بأنه كتاب شرك فقال: «وهؤلاء حقيقة قولهم: هو قول فرعون، لكن فرعون ما كان يخالف أحدًا فَيُنَافِقُه ثم يثبت الخالق، وإن كان في الباطن مقرًا به وكان يعرف أنه ليس هو إلّا مخلوق، لكن حب العلو في الأرض والظلم دعاه إلى الجحود والإنكار ... وأمّا هؤلاء فهم من وجه

(1) «جامع البيان» (11/ 252) شاكر، وانظر: «معالم التنزيل» (2/ 83 - 84) ، و «زاد المسير» (3/ 2) ، و «تفسير القرآن العظيم» (2/ 198) ، و «الفرقان» (ص 24) لابن تيمية.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام